رفعت خلية الجودة بجامعة غرداية شعار “معا لإطلاق فعال لورشة الجودة بجامعتنا”، من أجل إشراك الجميع في تعزيز ثقافة الجودة وممارستها بالجامعة، من خلال النهوض بمعايير الجودة المعمول بها، والاستفادة من مساهمات جميع مكونات الأسرة الجامعية واقتراحاتها، وتوفير فضاء إبداعي لتثمين الممارسات الحسنة، وتبادل الأفكار بين جميع مكونات الأسرة الجامعية في مختلف الأنشطة، لتشق الطريق نحو عملية التقييم الذاتي بناء على المرجع الوطني المعمول به، باعتبار العملية تعاون على تشخيص موضوعي للواقع، وليست مجرد مساءلة ورقابة، بل قناعة للتوجه نحو تحريك عجلة التحسن المستمر حسب نتائج تقييم مختلف الأنشطة، ثم تطبيق معايير ومصادقة خبراء ومختصين.
لعل أحد أقوى المداخل لإدراك مفهوم الجودة في الجامعة مدخل تطلع المؤسسة الاقتصادية لإرضاء الزبون بجودة المنتج سلعة كانت أو خدمة، ومن تم جاءت فكرة سعي الجامعة لتميز المنتج، وخلوه من الرداءة والعيوب، في مهمة موائمة مخرجات الجامعة مع متطلبات السوق، وكذا إجابة البحوث على انشغالات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، من أجل كسب ثقة زبائن الجامعة: الطالب والمجتمع، والسعي لخلق الثروة (اقتصاد المعرفة).
وحيث إن فكرة إدارة الجودة حديثة العهد بالجامعة الجزائرية نسبيا، فإن الانطلاقة الناجحة لمشروع ضمان الجودة يستوجب أن نبدأ بالعمل على توفير العوامل الأساسية لذلك، والتي يمكن تلخيصها في ثلاث استراتيجيات، هي:
1- الجودة قضية جميع مكونات أسرة التعليم العالي، إدارة، أساتذة وطلبة، وفاعلين، مشاركة وإشراكا
2- توفر إرادة فعلية للتجسيد، وخاصة من طرف المعنيين والمسؤولين
3- ضرورة الولوج للجودة بمعايير الجودة نفسها، والمراهنة على عمل فريق منسجم موحد التصور والأهداف
من هنا كانت الجودة مسؤولية الجميع لتعزيز قدرات جامعتنا، من خلال حرص الأسرة الجامعية بكل مكوناتها على توفر إرادة جماعية للمشاركة في التحسن المستمر من خلال ما يسمى عجلة إدارة الجودة (Deming)، وهو مثلث ضمان عدم الرجوع للخلف: خطط – نفذ- تحقق- صحح (Plan – Do – Check – Act)، في حين أن الجودة في التعليم العالي بمفهومها التقني، عمل المؤسسة الجامعية على تحقيق الأهداف المسطرة الموائمة لمعايير التعليم العالي.
وبعد حصول قناعة راسخة لدى الجميع في المضي قدما نحو تعزيز الجودة، كان التزام خلية ضمان الجودة بجامعة غرداية، والخلايا التابعة لها على مستوى الكليات، باعتبارها هيئات تابعة للسيد مدير الجامعة، أن تعمل في فترة وجيزة لتأسيس متطلبات مقاربة الجودة في المؤسسة، من خلال نشر ثقافة الجودة بإقامة ندوات تحسيسية لإعلام أسرة الجامعة بمفاهيم الجودة وآلية عملها، منطلقة من إيمانها وإيمان المسؤولين والفاعلين في الجامعة أن الجودة خيار وطني ودولي لا رجعة فيه، وذلك في مختلف الميادين التي جاء بها المرجع الوطني لضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي، وهي: التكوين والبيداغوجيا، البحث العلمي، الحكامة (أو الحوكمة)، الحياة في الجامعة، الهياكل القاعدية، التعاون الخارجي، والعلاقة مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي الحياة الجامعة، الشراكة والتبادل.
الشيخ صالح أبوالقاسم